فقدت مصر فى يوم الخميس الماضي 3 يوليو 2008 رجلا من رجالاتها أوقف حياته كلها للعلم والتضحية والبذل فكان مثقفا ثوريا وعالما فذا وإنسانا بسيطا ومناضلا صلبا .
حياة المسيري نستطيع أن نختصرها في عدة محطات رئيسية كان منها المرض الذي لازمه منذ عدة سنوات، فكان يعاني منذ سنوات من مرض «السرطان» ولكن كان- تخلي السلطة عن الرجل ورفضها أن يتم علاجه علي نفقة الدولة- هو السمت الرئيسي في مفارقة كاشفة لكيفية تعامل نظام الحكم المصري مع معارضيه حتي وإن كانوا قد قدموا لمصر الوطن طبعا ـ حياتهم وأفنوا أعمارهم من أجل حريتها وتقدمها وانتصارها.
وقد كانت أهم وأشهر موسوعاته هي موسوعة «اليهود واليهودية والصهيونية» التي بدأ في كتابتها منذ منتصف السبعينيات وانتهي منها في التسعينيات أي أنها استغرقت عشرين عاما في كتابتها ليصل إلي نتائج مهمة حول الصهيونية وصراعنا معها فقد وصل الرجل في موسوعته الأهم إلي أن العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية و«إسرائيل» هي علاقة لن تنتهي إلا إذا تحولت «إسرائيل» إلي عبء حقيقي علي أمريكا ومواردها وأمنها وهو التحليل الذي أعاد الاعتبار لفكرة المقاطعة العربية لإسرائيل وتركها محاصرة وتحويلها إلي عبء علي الولايات المتحدة والدول الاستعمارية.
هذا بإختصار هي حياة المناضل المصري عبد الوهاب المسيرى ..عاش حياته متعبا ولكنه حيا عظيما ومات عظيما... رحمك الله يا مسيرى. التسميات: مركز الأخبار |