إشراقة أون لاين: التصعيد الصهيوني مؤشر على اندلاع مواجهة جديدة مع حماس

حمل التصعيد الصهيوني خلال الأيام الماضية في قطاع غزة إشارات واضحة تؤكد أن القطاع مُقبِل على مواجهة جديدة مع الاحتلال، لا سيما أن هذا التصعيد تزامن مع تصريحات أطلقها رئيس حكومة الاحتلال إيهود أولمرت حول مواجهة حتمية مع "حماس" التي تسيطر على قطاع غزة.

وكانت مدينة خان يونس ارتوت أمس الأربعاء بدماء 4 شهداء من كتائب القسام الجناح العسكري لحماس خلال اشتباك مع وحدات صهيونية خاصة توغلت شرق خان يونس.

وقال أولمرت أثناء زيارةٍ لمقر القيادة العامة المكلفة منطقة غزة: "ليس لدي أدنى شك من أن الوضع بيننا وبين حماس سيؤدي حتمًا إلى المواجهة".

ويبدو من خلال هذه التصريحات أن الكيان الصهيوني بدأت تشعر بأن التهدئة توفر لحماس المجال والوقت لتطوير جهازها العسكري من خلال التدريبات المتواصلة، مستغلين حالة الهدوء.

وتولدت لدى المؤسسة الأمنية الصهيونية مخاوف من أن التهدئة ستتيح المجال أمام حماس والفصائل الأخرى لتسلم المزيد من الأسلحة وتطويرها، خاصةً في مجال الصواريخ من الممكن أن تصل إلى أسدود وعسقلان ولن تقف فقط عند حد أسديروت، ويرى المطالبون بالمواجهة مع غزة من الصهاينة أنهم مع دفع ثمن تهدئة آنية، في مستقبل يصعب عليهم فيه مواجهة حماس والفصائل الأخرى.

ويقود قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال "يواف جلانت" استعدادات عسكرية على حدود غزة استعدادًا لهذه المواجهة التي يدعو إليها، مستغلاً أيضًا التهدئة لنشر مركبات التحصين والطرق الآمنة عبر الحواجز والطرقات والمدارس ورياض الأطفال، آخذًا في الاعتبار احتمال أن تملك حماس صواريخ مطورة ومدافع هاون بعيدة المدى.

وكان المجلس الوزاري المصغر للشئون الأمنية والسياسية الصهيونية عقد صباح أمس اجتماعًا لاستكمال مناقشة قضية تحصين المنازل في التجمعات السكنية المحيطة بقطاع غزة.

وفي مقابل جاهزية الاحتلال لأية مواجهة، أكدت فصائل المقاومة، وعلى رأسها كتائب القسام، جاهزيتها الكاملة لمواجهة أي عدوان جديد، مشددةً على أن المواجهة قادمة.

وقال "أبو عبيدة" الناطق الإعلامي باسم "كتائب القسام" إن على العدو الصهيوني أن "ينتظر برعب ضرباتنا الموجعة له في عمقه وضد قواته الغازية إذا أقدم على أية حماقة من هذا النوع".

وفي ضوء ذلك توقع العديد من المراقبين انهيار التهدئة الهشة والعودة إلى مربع المواجهة بين الطرفين من جديد.

وأشار المراقبون إلى ضرورة أخذ تهديدات كلٍّ من بارك وأولمرت على محمل من الجد، متوقعين اجتياحًا موسعًا للقطاع.

وأكدوا أن الإجراءات الأخيرة، ومن بينها منع الوقود وإغلاق المعابر، إرهاصات بأن الحكومة الصهيونية لا تريد التهدئة بالرغم من استفادتها منها ورضا الحكومة والمستوطنين.

وقال المتحدث باسم حركة حماس أيمن طه: "إن تهديدات أولمرت لا تعدو كونها زوبعة في فنجان، وهي ناتجة من حالة الفراغ السياسي الذي يعيشه الكيان الصهيوني حاليًّا".

وأضاف: "إن حركة حماس لا تخشى التهديدات التي يطلقها أقطاب الكيان الغاصب بين الفينة والأخرى"، لافتًا الانتباه إلى أن المواجهة مع الاحتلال أصبحت حتمية؛ بسبب تعنته وإصراره على تصعيد اعتداءاته ضد الشعب الفلسطيني في جميع مدنه وقراه.

ولفت طه إلى أن التهدئة التي وافقت عليها فصائل المقاومة الفلسطينية هي ليست أزلية، وإنما هي مشروطة ومرهونة بسقف زمني ينتهي في التاسع عشر من ديسمبر القادم، وفي حينها ستجري الفصائل مراجعة لهذا الأمر بشكلٍ كامل لمعرفة مدى التزام الكيان الاحتلالي بها من أجل اتخاذ القرار المناسب.