;

خطبة الشيخ العريفى

عليَّ الطلاق

في معرض حديث البنا عن الأسرة في الإسلام، روى هذه الطرفة فقال: ومن اللطائف أن بلدًا في الوجه القبلي كان أهلها كثيري الحلف بالطلاق، فذهب ذات يوم إلى تلك البلدة قاضي المحكمة الشرعية، فوجدها على الحالة التي ذكرنا، فقال للمأذون: لِمَ لمْ تنههم يا فلان عن الحلف بالطلاق؟ فقال: "عليَّ الطلاق غِلِبْت ويَّاهم

حاكموه

مدونون من أجل فلسطين

الأحد، 5 أبريل 2009
احذروا "الإيمو" الخطر القادم

(1)

عن أبي سعيد الخدري عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال (لتتبعنّ سنن من قبلكم شبراً بشبر، وذراعاً بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضبٍّ لسلكتموه. قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟)  "1".. وقد انتشرت في الآونة الأخيرة في مجتمعاتنا العربية والإسلامية –لا سيّما مصر - بشكل كبي رظاهرة جديدة تعرف بالإيمو مثلما كانت ظاهرة "عبادة الشيطان" التي ظهرت في بلادنا العربية والإسلامية وخاصة في مصر منذ سنوات، تعبيرًا عن موجات العولمة القادمة إلينا من الغرب عبر الفضائيات والإنترنت والصحف والمجلات الغربية، ومثلما كانت طقوس هذه العبادة الشيطانية مخيفة وغريبة نرى في نفس الوقت تدق الأجراس عما يمكن أن تتعرض له مجتمعاتنا من مشكلات مشابهة، فإن ظهور ظاهرة "الإيمو" في العالم العربي وخاصة مصر في الشهور الأخيرة يعيد دق الأجراس مرة أخرى؛ خوفًا على شبابنا ولكنها نذير شؤمٍ على الأمّة فماذا يُرتَجَى من أُمّةٍ ارتكس شبابها في أحضان الضياع والقنوط والاستتار في جحور الضبّ رغبة بما عند المفلسين؟!
(2)
ولِمَن لَم يسمع بهذه الظاهرة فالإيمو -كما يُروى- هي مجموعة من المراهقين الذين يستعيضون بالألم الجسدي على الألم النفسي فيُشرِطون أيديهم مثلاً ليتألموا جسدياً ويغلب هذا الوجع ألمهم النفسي! وعندهم نزعة إلى الانتحار نتيجة تضخيمهم للمشاكل وعيشهم مع ذكرياتهم الأليمة وحساسيّتهم المُفرطة.. ويتميّزون بدوام الحزن والإحباط والاكتئاب والخجل والتشاؤم والصمت والسلبية تجاه الحياة والعزلة إلا عن أقرانهم الإيمو..
(3)
ومع انتشار هذا النمط وتطوره، تحول إلى دعوة مستقلة ونمط حياة للشباب تحت العشرين وظهرت كثيرا فى الجامعات وهو ما رأيته أخيراً فى جامعتى  وهكذا يتم التوظيف الخاطئ للعاطفة بين هؤلاء الشباب الصغير؛ فتروج الدعوة إلى الشذوذ الجنسي، والإلحاد، والألم الجسدي،  وإظهار العاطفة بشكل يخلو من الأخلاق، فيقوم هؤلاء الشباب بممارسات شاذة بحجة زائفة؛ وهي أن العاطفة قوة لا ينبغي أن نخجل منها ...كما يميلون إلى الكآبة والبكاء أمام الآخرين وينتحبون على الحب غير المتبادل ويكتبون الأشعار الحزينة ويشكون النبذ في مجتمعاتهم.. كما يؤمن الإيمو أنهم سيذهبون بعد الموت إلى  “العرض الأسود” داعية إلى طقوس “الإنتحار عبادة”!
وهكذا يرتدي مراهقو "الإيمو" في العادة ملابس قاتمة أو سوداء، وسراويل ضيقة جدًّا أو فضفاضة جدًّا، وتحمل هذه الملابس أحيانًا كلمات من أغاني الروك المشهورة، ويرتدون أيضًا أحزمة بقطع معدن، وأحذية سوداء وقديمة، ونظارات ذات أطراف عريضة سوداء، ويعلقون الأقراط ويرسمون الجماجم، ويفضلون الشعر الأسود الداكن جدًّا أو الأحمر، ويميل ذكور الإيمو إلى قلب شعرهم إلى الأمام، الأمر الذي يغطي تقريبًا نصف وجوههم، وتميل فتيات الإيمو إلى وضع الكحل بكثافة حول منطقة العينين، إضافة إلى وضع المساحيق الكثيفة والداكنة.
(4)
ومما لا شك فيه أنّ دوافع الشباب وخاصة المراهقين للانتساب إلى هذه المجموعات هو الفراغ –بأنواعه- بالدرجة الأولى.. الفراغ الروحي والإيماني وفراغ الوقت.. والبُعد عن الله جلّ وعلا.. فلا يمكن أن يكون في قلب إنسان ذرّة من إيمان ثم يلتجئ إلى هذه الفِرَق! فالإيمان يزرع الأمل في النفوس والطمأنينة والسكينة والارتباط بالله جل وعلا يورِث الراحة فيما كان وما هو آت..حتى عند الابتلاءات والمصائب والحرمان فإن المؤمن يعلم أن كل أمره خير ويرضى ويشكر ويدعو! 

كما أنّ من أسباب الاندفاع وراء هذه الظاهرة هو الفقر وتجارب الفشل في الدراسة أو العمل أو الحياة الاجتماعية.. والتفكك الأسري والتخبّط النفسي والغزو الفكري وحب التقليد الأعمى وافتقاد الهوية والهدف والهزيمة النفسية ما يولِّد الانجرار وراء كل ما هو غربي.. وقد يكون السبب هو مجرد إثبات الذات ولفت الانتباه والظهور بشكل مختلف ليصرخ المراهق “إني هنا”!
وهذه الظاهرة السلبية تعبير عن حالة الانحطاط الثقافي والمعنوي الذي تعيشه مجتمعاتنا العربية والإسلامية، فلم تعد هناك قضايا كبرى تستحوذ على عقول وقلوب هؤلاء الشباب الذي يعاني من الفراغ، فلو كان هناك مشروع جهادي لتحرير المقدسات لتم جذب هؤلاء إليه وتغذيتهم بفكر التضحية والفداء، ولو كان هناك إعلام محترم وأمين وأخلاقي يربي على الفضيلة والقيم وليس إعلامًا ينشر التغريب والخلاعة والمجون لما رأينا هذه الظاهرة البائسة، ولو كانت هناك القدوة الحية والتحصين الديني والأخلاقي لما انحرف هؤلاء المراهقون.
(5)
ونحن كدعاة هل لاحقنا الشباب وأحسنّا الخِطاب معهم وأشعرناهم أنهم القيمة الحقيقيّة في الأمّة وبسّطنا لهم سبل الهداية وأشغلناهم بالخير كي لا تشغلهم نفوسهم بالشر؟! وهل أمَّنا لهم القدوة الصالحة التي تجذب للدين ولا تنفِّر منه؟ وهل قمنا بحملات للتوعية من هؤلاء ولهؤلاء؟! وحين وصل بنا الأمر لوجود مثل الإيمو في مجتمعاتنا فهل سعينا لإرشادهم وهدايتهم وتعريفهم بالعقل والعاطفة ما هم سائرون إليه ومحاولة انتشالهم من الضياع والفساد الذين ينغمسون فيه؟!
وكحركات إسلاميّة وشبابيّة واعية هل نظّمنا الدورات الجذّابة لتوعية الشباب وإعانتهم على تحديد الأهداف وتنمية القدرات وقيادة الذات وتقدير العقل والوقت؟!
المسؤولية مشتركة بين الجميع: أهل وعلماء ومدارس وحكومات وإعلام وجمعيات لنصل بشبابنا إلى برٍّ آمِنٍ يحميهم من أنفسهم قبل غيرها..
.......................................................
"1" حديث صحيح – رواه البخارى
** تقرير و بحث قامت به إشراقة أون لاين

التسميات:

posted by إشراقة أون لاين @ 3:16 ص  
16 Comments:
  • At 5 أبريل 2009 في 10:38 م, Anonymous أحمد درويش said…

    رائع مقالك يا أستاذ محمد
    ولكن كان لى ملحوظتين :

    1/ كان شئ جميل لو أنك أضفت فى بحثك الهام تاريخ هذه الحركة او ( التقليعة )
    الجديدة وفى أى مكان ظهرت وعلى يد من ولماذا حتى يتضح الأمر للمجتمع ويستطيعوا القضاء عليها فهذا الأمر جد مهم

    2/ الأمر الآخر هو أنه لابد من توعية البيوتات المسلمة لهذا الأمر الخطير لأنه لابد من عدم إلقاء الهم والواجب فقط على المجتمع والدعاه وهذا لايقلل أبدا من أهمية دورهم ولكن الأكثر أهمية هو دور البيت المسلم وهو له تأثير كبير على الشاب والفتاة

    وفى النهاية اقول أن البحث جميل جدا ورائع ومهم وجعله الله ذخرا لك وللمجتمع فى الدنيا والآخرة اللهم آمين

     
  • At 6 أبريل 2009 في 6:48 ص, Blogger وحي القلم said…

    مقال رائع
    وباتفق مع الاستاذ أحمد درويش

     
  • At 6 أبريل 2009 في 7:14 ص, Blogger حياتى نغم said…

    السلام عليكم / جزاكَ الله خيراً أخى محمد وأوافقك الرأى أن المسئولية على الجميع نحتاج لصحوة فكرية إعلامية ولو منا وبنا موجهة للشباب محذرة ومؤملة لهم .

     
  • At 6 أبريل 2009 في 12:18 م, Blogger وليد said…

    فعلا مصيبة وكارثة ويجب التنبيه والحذر منها ربنا يكفلا شبابنا شرهم يارب مشكور اخى على غيرتك على امتك تقبل مرورى المتواضع

     
  • At 6 أبريل 2009 في 5:37 م, Blogger المجاهد الصغير said…

    السلام عليكم
    "اللهم أهدى شباب المسلمين وارفع رايه الحق والدين "
    المحزن أنهم يشجعون الاباحيه بجميع أشكاله ان كانت على الفضائيات او مواقع النت السافله او شبكات الدعاره او مثل هذه الجماعات
    حسبنا الله ونعم الوكيل ربنا ان لم يقبلو الهدى خذهم اخذ عزيز مقتدر

     
  • At 7 أبريل 2009 في 12:19 ص, Blogger د/على خميس said…

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    جزاك الله خيرا أخى أحمد على هذا الجهد الرائع.. أسأل الله أن يجعله فى ميزان حسناتك..
    أفزعنى فعلا البحث .. و لكن لابد لنا أن نعرف ما يدور حولنا لنستطيع الإصلاح..
    معا إن شاء الله .. بالإخلاص .. الجهد .. العلم .. الدعوة.. التعاون ..نستطيع تغيير الكثير و الكثير..
    أسأل الله أن يهدى هؤلاء الشباب و يهدينا جميعا..
    بالمناسبة أخى هل لهم أماكن تجمع معينة أو تنظيمات تجمعهم..
    تحياتى

     
  • At 7 أبريل 2009 في 10:30 م, Blogger كريم مصطفي سيد said…

    السلام عليكم
    اولا مبرووك علي النجاج
    ثانيا مقال جميل وربنا يثبتك ويثبت شباب المسلمين

     
  • At 8 أبريل 2009 في 3:59 م, Blogger نبض الحياة said…

    موضوعك راااائع
    بجد ربنا يصلح حال المسلمين
    وان شاء الله يكونو افضل طول ما فى شباب مثلك
    تقبل الله منك .
    وياريت تستلم التاج .
    دمت اخى الفاضل بخير .

     
  • At 9 أبريل 2009 في 2:58 ص, Blogger إشراقة أون لاين said…

    ربنا يجزيك خير على ملاحظتك أخ أحمد كهذا ما عهدته عليك
    جارى تجبير النقص فى المرة القادمة

     
  • At 9 أبريل 2009 في 2:59 ص, Blogger إشراقة أون لاين said…

    ربنا يجزيك خير يا مصعب

     
  • At 9 أبريل 2009 في 2:59 ص, Blogger إشراقة أون لاين said…

    شكرا أختى حياتى نغم على ما قدمتيه

     
  • At 9 أبريل 2009 في 3:04 ص, Blogger إشراقة أون لاين said…

    وليد الإسلام
    ربنا يجزيك خير على تعليقك

     
  • At 9 أبريل 2009 في 3:05 ص, Blogger إشراقة أون لاين said…

    أم أنس
    هذا ما أردت التنيه عليه
    شكرا لمرورك

     
  • At 9 أبريل 2009 في 3:08 ص, Blogger إشراقة أون لاين said…

    د.على خميس
    شكرا لتعليقك وتواصلك الطيب
    ربنا يجزيك خير

     
  • At 9 أبريل 2009 في 3:10 ص, Blogger إشراقة أون لاين said…

    أخ كريم
    حبيب قلبى
    زعلان منك جدا لأن التهنئة متأخرة
    بس على العموم أنا طيب وبسامح

     
  • At 9 أبريل 2009 في 3:12 ص, Blogger إشراقة أون لاين said…

    أختى نبض الحياة كتير عليا والله
    حاضر أستلم التاج إن شاء الله

     
إرسال تعليق
<< Home
 

الصفحة الرئيسية
مركز الأخبار
إشراقـــــــــات
أولادنا والأسرة
تنمية بشرية
صوتيات ومرئيات
ضحكة ليها معنى
الرياضة اليوم
مختارات متنوعة
ملفات خاصة
اتصل بنا الآن

تهنئة وتوصية

فنتقدم بخالص التهنئة لجميع المسلمين في كافة أنحاء العالم بحلول عيد الفطر المبارك، أعاده الله علينا وعلى سائر المسلمين، ونحن جميعًا إلى الله أقرب، وعلى طاعته أدوم، وأن نكون ممن عفا الله عنهم، وكتب لهم عتقًا من النيران، كما نسأل الله أن يعيده علينا وعلى الأمة العربية الإسلامية

منزلاوى ..أقلام حرة إخوان الدار مدونة ألحان أحمد سنجاب مدونة المنبر أحلف بإنى أعيش لفكرة شباب أون لاين صاحبة هدف حسبى ربى أهى ماشية وبتعدى صقراوى طب ليه كده رئيس مصر والخليفة القادم لن نصمت نسيم الشوق البنت المشمشية اصحى يا مصر حياتى نغم قلب أبيض جمعاوى صاحب عيادة أسنان أيام زمان عم فشكول بستان الحب حياتى كلها لله لا للسكوت فى قلبى نور نبض الحياة عاصفة النار بحر الدموع أنا مش ساكتة عاشق الجنة عودة الفاروقة خليك جرئ المجاهد الصغير

الآن اغتيال أديب






عدد الزوار من 9/10/2008